لم يسدل فوز السورى حازم الشريف بلقب الموسم الثالث، الستار على برنامج آراب أيدول، المذاع على قناة “mbc”، بل فتح الباب لمناقشات ساخنة على شبكات التواصل الاجتماعى حول حقيقة ما يحدث فى البرنامج الذى يكتنفه الغموض، وتناقل رواد المواقع تصريحات صادمة لاثنين من أبرز مشتركى البرنامج السابقين، وهما السعودى فارس المدنى الذى وصل إلى مراحل متقدمة فى نهائيات الموسم الثانى 2013، وهو شقيق ماجد المدنى الذى وصل إلى المرحلة الأخيرة من البرنامج فى نسخته هذا العام، وعمار الكوفى الذى خرج فى الحلقة قبل الأخيرة، وأطلق العنان لانتقادات حادة ضد البرنامج، مؤكداً أن ما يحدث فى كواليس البرنامج مغاير تمامًا لما يبدو براقًا على الشاشة.
اتهامات التلاعب، واستغلال المشاركين، وإجبارهم على توقيع عقود إذعان، أثار غضب وحنق مرتادى مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة المتابعين للبرنامج، والذين علقوا على قنبلتى فارس وعمار بأنهم لم يعتقدوا أبداً أن البرنامج يفتقد الشفافية والعدالة، وصبوا غضبهم على إدارة قنوات “mbc” متهمين إياها بخداع المشاهدين وابتزاز أموالهم عن طريق رسائل الـ”sms”.
وكشف فارس المدنى، أحد المشتركين فى برنامج “آراب أيدول” فى موسمه الثانى، العام الماضى، عن خبايا وأسرار ما يحدث من إدارة قناة “mbc”، ومعدى برنامج “آراب أيدول”، مؤكداً أن الجمهور لا يعرف ما يحدث فى كواليس البرنامج، فما يظهر على الشاشة يختلف عما يحدث بالفعل فى الكواليس.
وفى لقاء تليفزيونى قال فارس المدنى، إنه تم إجباره وباقى المشاركين فى النهائيات على عقد احتكار لمدة عشر سنوات لإحدى شركات الإنتاج التابعة لإدارة “mbc” وهو ما يحدث مع جميع المشتركين فى مختلف المواسم، وتضمن العقد شرطاً مجحفاً، بدفع المشترك غرامة تقدر بـ5 ملايين دولار فى حال قرر أى منهم الخروج من المنافسة، أو تخلف عن الحضور لجميع الحفلات التى تُنظمها الشركة، لأسباب حتى ولو كانت قهرية، كما تحصل الشركة على 60% من أرباح الألبوم، فيما يحصل المشارك على مبلغ يتراوح بين 10 إلى 15 ألف درهم، وهو مبلغ بسيط جداً يوضح الظلم الكبير الواقع على المشاركين من هذا العقد المذعن.
ويكمل فارس حديثه: “بعد خروجى من البرنامج ذهبت إلى عصام كمال مدير الشركة، للاستفسر منه عن موقفى، خاصة أن الشركة ملزمة كما يعلنون فى البرنامج بإنتاج ألبوم لى وتصوير أغنية أو اثنتين” فيديو كليب”، وفوجئت بمدير الشركة يقولى لى إن الشركة لن تنتج أى البوم لى، وليس لديها المال لذلك، ولكن علىَّ أن أنتج الألبوم بنفسى، ثم أحضره إلى الشركة لتسوقه على قنوات “mbc”، ثم قال لى بوضوح أن الشركة ستحتفظ بعقد أى مشارك إذا عاد عليها بربح مادى، دون أن يكلفها شيئاً، وهو ما جعلنى أبادر وأفسخ عقد الاحتكار الظالم لأصبح حراً من تحكمات الشركة التابعة لـ”mbc”.
وعن كواليس البرنامج، فجر فارس المدنى العديد من المفاجآت، حيث أكد أن لجنة التحكيم لا تعلم كل ما يدور فى كواليس البرنامج من خفايا، كما أن الكثير من المشتركين لا يستطيع اختيار الأغنية التى يؤديها، بل يجبرون المشتركين على أداء أغانٍ بعينها يحددها المعدون، حتى الملابس التى يرتديها المشاركون تخضع لأذواق القائمين على البرنامج وإدارة الـ”mbc”،ضارباً المثل بالمتسابق اللبنانى وائل سعيد، المشارك فى الموسم الثانى، والذى قابل انتقاد لجنة التحكيم لاختياره أغنيته بأنه ليس هو من اختار الأغنية، بل إدارة البرنامج، وهو ما أغضب إدارة “mbc”، وفى اليوم الثانى أخرجوا “وائل سعيد” من البرنامج، بحجة أن نسبة التصويت له كانت قليلة.
بدوره فجر عمار الكوفى المتسابق المشارك فى الموسم الثالث المنقضى من البرنامج عدداً من المفاجآت التى صبت جميعها فى خانة عدم الشفافية والعدالة والمحاباه، التى يدار بها برنامج “آراب أيدول”، حيث كان خروجه مع المصرى صاحب الصوت المميز محمد رشاد صدمة كبيرة للجمهور والمشاهدين، بل ولجنة التحكيم نفسها، والمكونة من نانسى عجرم ووائل كافورى وأحلام وحسن الشافعى، والتى رفضت التعليق على خروج الموهبين الاثنين.
وقال عمار الكوفى، فى تصريحات لشبكة “رووداو” الإعلامية بكردستان، إنّ إصراره على أداء أغنية للبيشمركة هو الذى تسبب فى إنهاء حلمه فى البرنامج مُشيراً إلى أنّ خلافاً قد اندلع بينه وبين إدارة البرنامج بعد أن أعرب عن رغبته بأداء هذه الأغنية الكردية، حيث هددوه بالطرد إذا غنى بالكردى، ولكنه تحداهم، وأدى الموال لكردى، فما كان من إدارة البرنامج إلا إخراجه، وأنه كان يعلم بأمر خروجه قبل بداية الحلقة.
وأكد عمار فى تصريحاته، أنّه لم يندم على تقديم هذه الأغنية لوطنه والشهداء الذين سقطوا فى الآونة الأخيرة، مؤكداً أنّ جنسيته الكردية كانت أيضاً من الأسباب التى ساهمت فى وضع حدٍ لمشواره فى البرنامج، متسائلاً: “لماذا يتم استقبال مشتركين أكراد إذا لن يُسمح لهم بالتأهل والفوز باللقب؟”.
كما جاءت جوائز البرنامج هذا الموسم لتضيف علامة استفهام جديدة حول آراب أيدول، وإدارة قنوات”mbc”، ففى الموسمين السابقين قدم البرنامج للفائز “ألبوم وكليب وسيارة”، إلا أن الجوائز هذا الموسم عبارة عن 3 أغانٍ فقط ومبلغ 250 الف ريال سعودى، فهل يعنى هذا أن البرنامج لم يحقق الربح المرجو منه هذا العام، الأمر الذى دفع القائمين عليه لتخفيض قيمة الجوائز؟! أم لأن القائمين على البرنامج شبه متأكدين أن الفائز لن يضيف أى إيراد ولن يقدم لها الربح المتوقع؟
والمثير للدهشة، أن إدارة “mbc” قررت عدم مشاركة أعضاء لجنة التحكيم نانسى عجرم، وائل كفورى، حسن الشافعى وأحلام، فى المؤتمر الصحفى الختامى للموسم، خوفاً من أى تصريحات حادة لأعضاء لجنة التحكيم، الذين أعربوا عن دهشتهم لخروج المتسابقين المصرى محمد رشاد والكردى عمار الكوفى.