.

.

محمد الشحات : هذا راى الشرع فى اخصاء المتحرش

حول حكم الدين فيما تفعله «داعش» وفرضها الجزية على مسيحيين العراق، ورأي الشرع في إخصاء المتحرش، والهدف من انتشار لافتات «هل صليت على النبي»، وصفات الحاكم الرباني، وتقييمه لفتاوى الشيخ ياسر برهامي، وحكم انتشار المشاهد الجريئة والألفاظ الخارجة بالأفلام والمسلسلات.
كل ذلك يتحدث عنه الدكتور محمد الشحات الجندي -عضو مجمع البحوث الإسلامية والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية- في حواره مع Gololy..
بداية: ما رأي الشرع في انتشار جرائم التحرش؟ وما هو الحكم الشرعي على المتحرش؟
التحرش ووقوعه جريمة لها أسباب وبواعث، وبمعالجة الجريمة تنتفي أسبابها، ويجب أن ننظر إلى أسباب وقوع حالات التحرش ونعالجها عن طريق تفعيل دور المؤسسات الدينية وخاصة الأزهر الشريف، على أن تقوم الأسرة بدورها ووسائل الإعلام والسينما تبتعد عن الابتذال والإسفاف في تناول هذه القضايا وكذلك المسجد والكنيسة، ويجب تصحيح مفاهيم السينما والإبداع في تناول مسائل التحرش ومضامين الاغتصاب التي تقدم على الشاشات كل يقتدي بها الشباب وأفراد المجتمع.
وكيف ترى الدعوات بإخصاء المتحرشين كعقاب على هذه الجريمة؟
أرى أن ما حدث في ميدان التحرير ليس تحرشا بل شروع في الاغتصاب، وهو جريمة تستوجب تطبيق حد الحرابة على من اقترفوا الجرم وداخل ميدان التحرير، لأنه ما حدث بالميدان أكبر من إلقاء الألفاظ النابية أو التحرش الجسدي بالنساء ومحاولة إثارة شهواتهم، ورغم هذا فدعوات إخصاء المتحرشين غير صائبة لأنها لم ينزل بها أي تجريم أو تشريع سماوي فمن الممكن أن يكون هناك عقاب جسدي أو حتى الإعدام للمغتصب ولكن ليس بالإخصاء وانتفاء الحق في الزواج والإنجاب فهي عقوبة ضد الإنسانية والحق في الوجود ولم ترد في حد من حدود الدين.
وماذا عن من يلقون باللوم على السيدات وملبسهم المثير في الشوارع كسبب لوقوع التحرش؟
ربما يكون الأمر صحيحا في بعض الأحيان، مع تراجع الوازع الديني لدى الكثير من النساء ويفضل الالتزام بالزي الإسلامي وهذا أقرب إلى العفة ويصون شرف المرأة، ولكن ليس معنى هذا تبرير الأفعال المؤثمة والاعتداء على الحرمات وتهديد امن المرأة والمجتمع في الشارع والعمل ووسائل المواصلات، وهذا ليس عذرا للمتحرشين والمغتصبين.
وانتشار لافتات «هل صليت على النبي محمد اليوم»، بشكل لافت للنظر، هل تحمل في طياتها بوادر فتنة؟
هي حملات حق يراد بها باطل، وبالفعل تحمل في طياتها بوادر لفتنة لا يعلم مداها إلا الله عز وجل، ولا يجرؤ احد على الاعتراض على الصلاة على النبي طب القلوب ودوائها سيدنا محمد بن عبد الله، ولكن الأمر يتعلق بتوقيت انتشارها الذي يثير الأسئلة، هل القلوب ماتت للدرجة التي تثير حملة مكبرة للصلاة على النبي، التي لا تحتاج إلا التذكير بها كما أنها ليست من دعائم الدين أو ثوابته أو شعائره بل هي قرينة تذكر مع ذكر النبي محمد عليه الصلاة والسلام فقط، ويفضل أن يكون الذكر في مواضع الذكر وأبعاد هذه الحملة سياسية دنيئة تهدف إلى إحراج الدولة ووزارة الداخلية، ويفضل أن ستتبدل بحملة «هل أديت عملك اليوم»، خاصة أننا في مرحلة تتطلب العمل الدؤوب في ظل الكساد الاقتصادي وتردي الأوضاع.
كيف تقيم فتاوى الشيخ ياسر برهامي؟
الشيخ ياسر برهامي أكرمه الله، ينبغي عليه أن ينأى بنفسه عن الفتاوي والتعرض لها لأنه طبيب أطفال ويحاول أن يمارس السياسة فلماذا يتدخل في الفتوى، إن صح تسميتها بفتاوى من الأساس، والصحيح أنها «آراء عبثية»، وأصلح له وللإسلام أن يقل عن تلك الآراء ولا يدس أنفه في الفتوى والإفتاء ويدع الأمر لأهله من المختصين والمتخصصين.
كيف يكون الحاكم ربانيا وينهض بأمته؟
بأن يحقق مقاصد الدين في التعامل مع واقع الناس ويعمل على تقديم حلول ناجعة وايجابية لمشاكلهم، التي يعيشونها وهذا أفضل له أن يجتهد في الصلاة وقيام الليل والصيام، فدور الحاكم المسلم أن يجتهد لإعلاء شان الدولة والخروج بها من دور التبعية إلى دور القيادة والريادة وبهذا تكون تحقيق العزة لله ولرسوله بقضاء الاحتياجات الأساسية للرعية وجعلها بمنأى عن الاحتياج لأي دولة أو كيان يمارس الضغوط والإذلال عليها ولو تخلص الحاكم من تلك المثالب سيكون حاكما ربانيا.
ماذا عن انتشار المشاهد الجريئة والألفاظ الخارجة بالأفلام والمسلسلات، وهل تجسيد للواقع أم تجرأ على الدين؟
انتشار الألفاظ الخارجة بأفلام ومسلسلات كما شاهدناه في فيلمي «سالم أبو أخته»، أو «حلاوة روح»، أمر يدعو للتوقف عنده قليلا، لأنه عندما انتقد رجال الدين تلك الأعمال وما بها من إسفاف يخرج عن روح الإبداع والفن إلى الإسفاف والمتاجرة بالجسد وعقل المشاهدين جاء الرد بأن رجال الدين يهاجمون الإبداع وحرية الرأي والتعبير، والأمر بات بحاجة إلى استرجاع القيم الدينية والحياتية وتفعيل القيم والعادات الشرقية القويمة التي تحافظ على العرض والعقل بعيدا عن الإسفاف والمتاجرة بالجسد، وهذه الأفلام جزء من مخطط غربي لإضعاف همم وعقول الشباب العربي باسم المدنية والحرية وديمقراطية الفكر والتعبير عن الرأين وهي حقوق يراد باطل.
ما حكم الدين فيما تفعله «داعش» في العراق؟
موقف «داعش» ومن يعاونها أو يساندها ومن يسير على نهجها، جاء صادما للأمة العربية والإسلامية، كما صدم العالم أجمع بفظاعة الجرائم التي يرتكبونها وهم يحسبون أنهم على حق أو على صواب، وهم يسيئون فهم الدين، ولو أن لهم خصومة أو مطالب يطالبون بتحقيقها ليس بالقوة أو بالسلاح والسكين، ولن يسهم ذلك في ولادة الدولة الإسلامية التي يرجونها.
هل يكون تطبيق الشريعة وإقامة الدولة الإسلامية ونشر الدين بالذبح والقتل؟
الدول العربية كلها دول إسلامية -والحمد لله- وبغض النظر عن السلبيات التي توجد فيها او النواقص إلا انه ليس من المبرر إراقة دماء المسلمين وإظهار الإسلام بمظهر الوحشية والهمجية وهم سبب اشتعال الحرب الأهلية في سوريا والسيطرة على أجزاء من العراق وسوريا، وهذا الأمر أيا كانت بواعثه إلا انه غير مبرر على الإطلاق والمضار منه “هم المسلمين”.
وماذا عن قيامهم بفرض الجزية على المسيحيين في بعض المناطق العراقية؟
فرض الجزية على مسيحيي العراق يثبت أن تلك الجماعات لديها «خلل عقلي»، والسؤال: هنا هل أقاموا هم الشرع الإسلامي والتزموا به وطبقوه على أنفسهم، وهو أمر بعيد عن الصواب بالطبع، لأن الدين أمرنا ألا نشهر السلاح على إخواننا في الدين أو من لم يقاتلونا في الدين وأن نحسن إلى من يجاورنا في الوطن بنص الأحاديث الشريفة والنص القرآني، وهم كاذبون والدين لم يأمرنا بحصد الجزية على يد من يسموا بـ«داعش»، لأنهم جماعات تأخذ بقشور الدين دون صلبه وأساسياته.

About Unknown

مدونة حكمات للمعلوميات مدونة حديثة انشئت عام 2013 ، تهتم بالتطوير المواقع و خصوصا البلوجر . أنشئت المدونة من طرف المدونة شباني عبدالصمد طالب جامعي ، طموح لتقديم الجديد و الحصري لكل متابعين على المدونة.
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم

Top