تجربة لترك منتجات جوجل
التفت الحاضرون إلى بعضهم متسائلين، منهم من كان مستغرباً، ومنهم من كان يرى الأمر ….. ثم التفت إليّ أحدهم، قاطعاً جميع التساؤلات: “مستحيل يابن الشريف!”
هذا ما اعتدت على سماعه في كل مرةٍ أجلس فيها معهم وأخبرهم:” لقد اتخذت قراري، سأترك كل منتجات جوجل”. كان ذلك الخبر مثيراً لاهتمام أصدقائي، مثير لدرجة أن بعضهم نظر إليّ مليّاً منتظراً مني اشارة تدل على مزاحي، إلا أنهم انتظروا ذلك كثيراً ولم يروا ذلك مني، فعلموا أنني جاد.
اختلفت ردود الأفعال بعد ذلك، فمنهم من قال:” لا تفعل ذلك يا محمد، إننا قد نعلم أنك مهووس بجوجل، ولكننا نعلم تمام العلم أن هنالك منتجاتً من جوجل لا يمكننا أن نستغني عنها. ان بعض خدمات جوجل لا يمكن الاستغناء عنها”. استمرت النقاشات بيني وبين أصدقائي في جلسات عديدة، إلى أن ختمها وائل بقوله:” سجّل لنا تجربتك هذه، نريد أن نقرأ عنها”.
يتهمني الكثير بالتعصّب لجوجل ولاندرويد، وللتعصّب شأنُ كبير لا يسعنا أن نناقشه هنا، فكلنا يدعي الموضوعية والحيادية وأن كلامه ولسانه هما سيفا العدل والحق اللذان لا يشق لهما غبار، أو كأنه قرءاناً منزلاً من السماء فلا يحق لأحدٍ أن يجادل فيه، ولا نعلم أننا جميعاً نخدع أنفسنا بذلك. يقول علماء النفس: أنه من المستحيل أن يصبح الانسان موضوعياً بشكلٍ كامل، فهو لا بد -ونقول لا بد- أن يظهر ميوله لشيءٍ في نقطةٍ ما لمرحلةٍ ما.
يختلف تعريف التعصّب أيضاً من شخصٍ الى آخر، فهناك من يتّهمك بالتعصب بناءً على أسباب عجيبة لا يعلمها الا الله، وقد تعجّبت كثيراً ممن يتّهمني بالتعصّب لجوجل عندما أقول أنني “مرتاح” مع التجربة التي أحصل عليها منهم، وأن تجربتي معهم في الأفضل الى الآن، ولا يرى نفسه متعصّباً عندما يرنّ جواله فيخرج الآيفون، ويريد أن يسمع حلقات أسبوعية لبرنامج صوتي معيّن فيخرج الآيبود، ويريد أن يرينا مقطعاً على يوتيوب فيخرج الآيباد لانه يعتقد أن “شاشته هي الأكبر والأفضل”، ثم يعود بعد ذلك إلى بيته، وقبل أن ينام، يخبرنا على تويتر كم هو مستمتع بتجربته الفريدة والمميزة التي يجدها في أجهزة الماك، وأنها بلا شك أفضل من نظام ويندوز العقيم!
إن كل إنسان هو حرُ بنفسه، ولا أطالب الناس بأن ينوّعوا حسبما أريدهم أن ينوّعوا، ولكنني أطالب بشيءٍ واحد فقط: احترم ذوق غيرك، ولا تعِب عليه بشيء. إن لك الحق في أن تمدح ما تشاء، وبإمكانك أيضاً أن تكتب الأشعار العصماء في ذلك، لكن ليس من حقك أن تقلّل من شأن ما تكره.
وأنا إذ أقول هذا الكلام لا أطهّر نفسي من التعصّب، فقد عشت تلك الأيام التي امتلكت بها جوال أندرويد، وجهاز لوحي نيكسس 7، وقد وصل بي الهوس إلى أن اشتريت كروم بوك! دارت بي الأيام في هذه التجربة وقد أكتب عنها يوماً ما.
أما تعريف التعصّب بالنسبة لي، فأقول: ان التعصّب هو عدم قبولك لنقد شيءٍ تحبه، سواءً كانت منتجات آبل أو جوجل أو منتجات
أما بالنسبة لمحاولتي لترك منتجات جوجل هذه، فهي نابعة من أسباب كثيرة لا يسعني أن أذكرها كلها هنا، ولكنني أكتفي بما يلي:
- مشاكل الخصوصية، خصوصاً في الفترة الأخيرة.
- عدم تنفيذ الخدمات بشكل مثالي من جوجل.
- اتهام الناس لي بالتعصب وعدم اعطاء الفرصة للمنتجات الأخرى، وبذلك أصبح حكمي باطلاً وغير مقبول.
لذا، وبعد هذه المقدمة الطويلة التي أعتذر عنها، أقدم لكم تجربتي المتواضعة المتعلقة بمحاولة تركي لجميع منتجات جوجل، مع استثناء واحد بسيط وهو جوال أندرويد. ستحتوي المقالة على بعض التعليقات الطريفة -والتي قد لا تبدو طريفة للبعض.
متصفح FireFox بديلاً لـ Chrome:
تعود قصة حبّي مع فايرفوكس الى زمنٍ بعيد، قبل حوالي عشر سنوات، حيثما كنت من المنحوسين الذين يستخدمون Internet Explorer، وكم كنت غاضباً من التجربة البائسة التي عشتها معه، الى أن أتاني ابن خالتي وانتشلني منه وأخبرني عن فايرفوكس. أعجبني كثيراً هذا المتصفح، فقد انحلّت مشاكل كثيرة جداً أهمها السرعة والخفّة في الاستخدام.
ظهر بعد ذلك بفترة جوجل كروم، ولم أرى أي حاجةٍ لي به كوني مقتنع بتجربتي مع فايرفوكس. وقل اهتمامي بكروم أكثر وأكثر مع كلام الناس عنه وانه “أفضل متصفح بلا منازع”. استمريت باستخدامي لفايرفوكس الى ان حصلت الكارثة قبل عدة سنوات، حيث أطلقت فايرفوكس نسخة كارثية لمتصفحهم، واحتوت النسخة على أعداد هائلة من الاخطاء التي قتلت تجربتي الممتازة معه. وجدت نفسي مضطراً لتجربة شيءُ آخر، على الأقل الى أن تصلح فايرفوكس هذه الكوارث!
استخدمت انترنت اكسبلورر لفترة معينة، وأقول قولي هذا بعد أن هجرت الانترنت اكسبلورر لأكثر من 8 سنين. تحسن المتصفح كثيراً ولكن لا زال بطيئاً مقارنةً بغيره، وصحب استخدامي له قدراً لا بأس به من سخرية الأصدقاء، والذين قالوا أن أفضل شيء تفعله بالانترنت اكسبلورر هو ان تقوم بتنزيل متصفح كروم من خلاله!
وجدت نفسي اخيراً مضطراً لتجربة كروم، وقد قمت فعلاً باستخدامه. راق لي كثيراً ما رأيته من مميزات وسرعة وسلاسة. ان كروم فعلاً هو الأفضل. رفعت العلم الأبيض وبدأت باستخدام كروم منذ عام 2011.
بعد قراري المتعلق بترك منتجات جوجل، عدت لاستخدام فايرفوكس، وقد قدّم لي تجربة ممتازة ومقاربة كثيراً لتجربة كروم، ولكن هناك بعض النقاط المهمة التي افتقدتها وهي:
- تطبيقات الويب، خصوصاً Pocket وFeedly.
- Extensions خصوصاً Hangouts.
استطعت تحمّل ذلك الأمر واستبدال نقص تطبيقات الويب من خلال تثبيتي للصفحة الرئيسية لكل منهما في المتصفح. استمريت في استخدامي لفايرفوكس لعدة أسابيع، ولكنني بدأت ألاحظ بعض المشاكل المزعجة:
- تعليق خفيف ولكن متكرر يومياً.
- عدم عرض الصفحات في بعض المواقع بشكل صحيح.
- مزامنة المتصفح مع نسخة الجوّال والجهاز اللوحي تتطلب أكواد، وهذه طريقة غابرة. (تم تحديث فايرفوكس مؤخراً بحيث أصبح يدعم الحسابات).
قبل عدة أسابيع، عرضنا تصميمنا الجديد لموقع سعودي جيمر، وبطبيعة الحال، كنت أراعي أدق تفاصيل الموقع. لاحظت أن صيغة الخط تغيّرت في الموقع. أخبرت زملائي بذلك في الموقع ولكنهم لم يروا المشكلة، وقد أضعت وقتاً لا بأس فيه. قمت بعد ذلك بفتح الموقع باستخدام متصفح كروم لأرى أن كل شيء على ما يرام، وان تغيير الخط كانت من فايرفوكس. لا زلت أجهل سبب ذلك، خصوصاً وأنها مشكلة اختفت بشكل مفاجئ.
آخر مشكلة، والتي كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، كانت مشكلة عدم دعم بعض المواقع الحكومية والمواقع البنكية لمتصفح فايرفوكس.
Twitter بديلاً لـ +Google:
من يستخدم جوجل بلس، قد يتفق معي في كونها الشبكة الأفضل. ان جوجل بلس تقدم الكثير والكثير من الخدمات الممتازة، خصوصاً عندما دمجت جوجل أغلب خدماتها الاخرى مع بلس. هناك مشكلة واحدة فقط مع جوجل بلس: ليس هناك أحد يستخدمه!
استطعت تجاوز هذه المشكلة بتكوين مجموعة لا بأس بها من المستخدمين الذين يتفاعلون معي بشكل مقبول، ولكن كل ذلك لم كافياً، فتويتر هو الاختيار الطبيعي والمنطقي لمعظم الناس. ومشكلة تويتر أنني مستخدم لأندرويد، ويعلم مستخدمو الأندرويد معاناتنا مع تطبيقات تويتر، فالتطبيق الرسمي لتويتر ربما أصبح جيداً ومقبولاً في الفترة الأخيرة، الا انه لا يزال لم يقدم لي التجربة التي حصلت عليها مع Tweetbot أو حتى Falcon Pro، التطبيق الأندرويدي الطموح والذي ذهب ضحيةً لقوانين تويتر.
قرار تحوّلي -أو عودتي- لتويتر كان بسيطاً نظراً لمنطقيته. لا أقول أنني تخليت عن جوجل بلس بشكل كامل، ولكنني لم أعد أستخدمه مثل السابق.
(Hotmail (Outlook بديلاً لـGmail:
كانت ردة فعل أحد الأصدقاء ان انفجر ضاحكاً عندما كنت أعدد خدمات جوجل التي أنوي تركها، والخدمات التي سأستخدمها بديلاً عنها،ووصلت لهذا القرار الذي انفجر منه ضاحكاً، حتى ظننت أن فعلي هذا ضربُ من الجنون.
ولا أنسى أيضاً قول صديقي عندما قال:” اننا قد نعلم أنك جادُ في تركك لمنتجات جوجل، وأنك تريد أن تتحرر من كل شي له علاقة بجوجل، ولكن اعلم ان جيميل متقدمُ بسنوات ضوئية على جميع المنافسين”.
لم أستسلم لردود الأفعال هذه، وقمت فعلاً باستخدام بريدي القديم في هوتميل. استعذت من الشيطان عند دخولي لبريدي القديم، فعدد الرسائل التي وجدتها فاق توقعاتي كلها. قمت بالغاء الاشتراك في الكثير من الخدمات التي لم أعد أستخدمها، وقد عانيت في ذلك كثيرا.
كانت التجربة جيدة الى حد كبير، ولكن مايكروسوفت لا زالت غير قادرة على منع الرسائل العشوائية (spam)، فلا زلت أتلقى بعضاً من الرسائل المزعجة، ولست أدري من المخبول الذي يعتقد أنني أريد لطفلي أن يصبح صاحب شخصية قوية وسوية، في الوقت الذي لم أتزوج به أصلاً.
هناك أيضاً ميزة افتقدتها كثيراً، وهي تقسيم جيميل لرسائلك البريدية، بحيث يتم وضع الرسائل المتعلقة بالمواقع الاجتماعية في قسم الرسائل الاجتماعية، والرسائل ذات التحديثات في قسم التحديثات، والرسائل المهمة في القسم الأساسي من البريد، بحيث يتم تنبيهك عليها في جوالك أو جهازك اللوحي.
هذان السببان كانا كفيلين بعودتي للجيميل، فأنا لست مستعداً لترك الأفضل والذهاب لغيره فقط لانني لم أعد أحب الأفضل، ومشكلة الأفضل أنه لا يكترث لكونك تكرهه أو تحبه، فهو سيبقى الأفضل بما يقدمه لك من مزايا وخدمات.
Facebook Chat بديلاً لـ Google Hangouts:
على الرغم من كراهيتي لفيسبوك مؤخراً، الا أن كرهي لهم لا يعني أنهم لا يقدمون بعض الخدمات الرائعة، مثل تطبيق المحادثة الخاص بهم. عند استخدامي لجوجل هانق آوتس، كان هنالك الكثير من الميزات التي تجعلني أتمسك به، وأهمها امكانية المحادثة على الجوال، والجهاز اللوحي، والكمبيوتر. تطبيق فيسبوك تشات احتوى على هذه الميزة، لذا فوقع اختياري عليه.
قمت -وعلى وجه من الحماس- بتنزيل التطبيق على كلٍ من جوالي، وجهازي اللوحي، والكمبيوتر. استمتعت كثيراً بالواجهات الجميلة والبسيطة، ولكن كانت هناك العديد من المشاكل. أهم هذه المشاكل هي عدم وصول التنبيهات بشكل مباشر (push notification) في متصفح فايرفوكس.
وهناك سبب آخر مهم جداً، وهو عدم احترام فيسبوك لخصوصية مستخدميهم. فيسبوك من أكثر الشركات المتهمة بمشاكل الخصوصية في العالم، فليس من المعقول أنني سأترك جوجل بسبب انتهاكم لخصوصيتي ثم اذهب لفيسبوك، فأصبح بذلك كالمستجير من الرمضاء بالنار.
كل تلك الأسباب لم تكن مهمة بقدر التالي: ان قضيّة انتقالي هذه تتطلّب مني أن أقوم باخبار جميع أصدقائي بذلك، وأن أرى ما اذا كانوا يستخدمون فيسبوك تشات أم لا. هذه الخطوة صعبة جداً، وفعلاً فشلت بها. الكثير من الأصدقاء لا يستخدم فيسبوك تشات، ومن الصعب أن أطالبهم بذلك كي يقوموا بالتواصل معي أنا فقط.
لذلك، قررت أن أتراجع عن قراري هذا، وأعود لاستخدام جوجل هانق آوتس، وكفى الله المؤمنين شر القتال!
iPad بديلاً لـ Nexus 7:
وهذه أكثر خطوة كنت متحمساً لها، والكثير من الأصدقاء يتطلعون لهذه التجربة بالذات، نظراً لأنني لا أستخدم منتجات آبل اطلاقاً، وأن آخر تجربة لي -وكانت أول تجربة أيضاً- في آيفون 3gs في عام 2010.
الحق أنني كنت أفكر بهذه الخطوة منذ زمنٍ طويل، ان قضية الأفضلية بين جوال أندرويد وجوال آيفون قضية جدلية بامكاننا أن نتناقش فيها، وسنتوصل في نهاية النقاش أن كلاً منهما رائعَين، وكلاً منهما ممتازين ومتقدمين.
أما بالنسبة لعالم الاجهزة اللوحية فالقضية تختلف تماماً. ان الآيباد يتقدم بسنوات ضوئية على أجهزة أندرويد اللوحية، ويشمل ذلك النيكسس. أعلنت جوجل في 2012 عن جهازها اللوحي الخاص نيكسس 7، كنت من أوائل المستخدمين له،وقد اشتريت أيضاً نيكسس 10 ونيكسس 7 2013، ولا زلت أعتقد أ ن هذه الأجهزة رائعة وممتازة، ولكنها لا تزال متأخرة كثيراً من ناحية التطبيقات – وهو الفيصل في هذا المجال.
ان هذه التجربة مهمة جداً بالنسبة لي، لذا قررت أن أفرد لها مقالاً كاملاً خاصأ بها.
Drop Box بديلاً لـGoogle Drive:
أكثر الاتهامات بالتعصب كانت بسبب استخدامي لجوجل درايف بدلاً من دروب بوكس، الذي يعتبره الكثير الخدمة المثلى والمنطقية لأي ملفات تريد أن ترفعها على حسابك.عندما يريد أصدقائي أن يتشاركوا ملفاً بيننا، فجميعهم يستخدمون دروب بوكس سواي، ولا أنكر ان ذلك يشعرني أنني على الطرف الآخر من الكرة الأرضية.
هذا كله لا يعني أن دروب بوكس هي تلقائياً أفضل من جوجل درايف. ان استخدامي لجوجل درايف يعود لأسباب عديدة، أهمّها ان عند شرائي للكروم بوك، حصلت على 100 جيجا مجانية لمدة سنتين وهذا ما جعلني أتمسك بها، عكس دروب بوكس الذين يطالبونك اما بالدفع أو اقناع اصدقاءك بالاشتراك في خدمتهم مقابل مساحة معينة يعطونك اياها.
كان البعض حين يجادلني في أفضلية دروب بوكس على جوجل درايف بقولهم: ان دروب بوكس شركة ليس لديها سوى منتج واحد تكرّس كل جهودها عليه، أما جوجل فلديها عشرات الخدمات التي تهتم بها، لذا فان دروب بوكس هو الأفضل.
هذا الكلام صحيح من الناحية النظرية وربما الناحية المنطقية أيضاً، ولكن عندما نرى الأمر من الناحية الفعلية -وهو الأهم-، فهناك الكثير من الفروق التي اكتشفتها. وللقارئ أن يحكم بنفسه على تجربتي.
على الرغم من ذلك كله، بدأت أستخدم دروب بوكس، وفعلاً أبهرني أداءه على الجوال، فهو يقوم برفع كل الصور بشكل تلقائي وسلس وبدون أي مشاكل، ولكن المشكلة تكمن في استخدام دروب بوكس على الكمبيوتر، حيث لا يمكنني رؤية بعض الملفات الا بعد أن أقوم بتحميلها، ناهيك عن نقص كبير واجهته وهو عدم القدرة على تكوين ملفات نصيّة مثل Google Docs وغيرها.
لا زلت أستخدم الخدمتين، ولا أخفيكم أنني أستخدم جوجل درايف بنسبة أكبر بكثير من دروب بوكس. ان كل ما يقوم به دروب بوكس هو رفع الملفات الموجودة في جوالي وآيبادي، ويخبرني عنها كلما فتحت كمبيوتري فأراها وأتركها داخل ملفها للأبد. هناك أيضاً مشكلة مزعجة واجهتها، وهو عدم القدرة على استكمال رفع الملفات الكبيرة عندما ينقطع الانترنت، فيتم اعادة رفع الملف من الصفر.
كنت قبل عدة أشهر مسافراً، وقد قمت بتصوير ما يزيد على 200 صورة بكاميرا متخصصة ذات صورٍ بأحجامٍ عالية، فقت برفع الملفات جميعها على جوجل درايف وتركت الكمبيوتر يقوم بعملية الرفع وخرجت من الغرفة أنا وصديقي. عدنا في نهاية اليوم لأكتشف انني بطارية الكمبيوتر انتهت ولم تكتمل عملية الرفع. قمت بتشغيل الكمبيوتر بعد ذلك لأجد جوجل تبهرني من جديد باستكمال عملية رفع جميع الصور التي انتهت عندها قبل أن تنتهي بطارية الكمبيوتر.
حدثت لي حادثة طريفة متعلقة بهذا الموضوع. سألت في تويتر لأستشير متابعيني عن سكاي درايف ودروب بوكس، فكانت اجابة الغالبية أنهم لا يفضلون أي منهما، ولكنهم يفضلون جوجل درايف.
بيع كمبيوتر Chromebook:
تخبطّت جوجل كثيراً في سياستها مع كروم بوك، ولكنها أخيراً قامت بالعمل الصحيح في نهاية 2012، حيث أعلنت عن نسخ كروم بوك بسعر 250 دولار فقط، وفعلاً قمت بشراء واحدٍ منها من باب التجربة، بعد الكثير من محاولات الأصدقاء لاقناعي بعدم شرائه.
سبب شرائي للكروم بوك يختلف عن أغلب الناس؛ ان جوجل تحاول أن تقنع الناس بأن هذا الجهاز يغنيك عن الكمبيوتر المتعارف عليه، وأختلف معهم في ذلك. انني عندما اشتريت نيكسس 7، ونيكسس 10 بعدها، عانيت من مشكلتين مزعجتين:
- تقنية اللمس لا زلت غير مقتنع بها، سواءً على الجوّال أو على الجهاز اللوحي.
- لا زلت غير مقتنعاً بتجربة المتصفحات المتنقلة (mobile browsers).
قد يستغرب البعض من ذلك، خصوصاً وأننا نستخدم تقنيات اللمس منذ سنوات طويلة، الا أنني لا زلت أعاني منها معاناة مريرة، خصوصاً وأنني أهتم بالكتابة وصحتها. وأما بالنسبة للمتصفحات المتنقلة فحدّث ولا حرج. ان المتصفحات المتنقلة لا تعطي تجربة المتصفح المعتاد على الاطلاق، ولست أدري لماذا لا تزال الشركات تعاني من ذلك، فجميع المتصفحات بطيئة بشكل مزعج، وطريقة عرض محتوى الصفحات غير عملي اطلاقاً.
من هذا المنطلق، اشتريت الكروم بوك. ان الكروم بوك في مخيّلتي هو عبارة عن جهاز لوحي ولكن بلوحة مفاتيح ومتصفح كمبيوتر. انه أرخص من معظم الأجهزة اللوحية، ويقوم بكل شيءٍ يقوم به الجهاز اللوحي.
مرت سنة كاملة على استخدامي للكروم بوك، وقد كنت أستخدمه بشكل يومي، عكس ما توقعه الأصدقاء والذين كانوا يقولون انك ستستخدمه لفترة بسيطة ثم تبيعه نادما. بعد مرور سنة بدأ كروم بوك يظهر عيوبه لي، فالشاشة لم تعد مقبولة، وبعد التحديثات الكثيرة للنظام أصبح الكمبيوتر بطيئاً في بعض الأحيان، وكأنه يقول لي: ان سعري 250 دولار فقط، أنا الكمبيوتر الوحيد في العالم الذي يحمل هذا السعر الزهيد.
فكّرت بعدها بشراء Chrome Pixel مستعملاً، وقد وجدته عند أحد الأصدقاء فعلاً. فقمت باستخدامه لمدة أسبوع وأبهرني كثيراً، ان تلك الشاشة كانت أجمل ما رأيت بحق، ولكنني لم أجد أسباباً كافية تدفعني لشرائه بقيمة 2000 ريال. أضف على ذلك ان شرائي للكروم بوك سيعيق خطتي في ترك منتجات جوجل.
تخلّيت عن كروم بوك، وبذلك استطعت أن أنجح في أحد أهم خطوات تركي لمنتجات جوجل. عدت من جديد لاستخدام ويندوز، وهو الخيار المنطقي بالنسبة لي، وهو النظام الذي أعرفه جيداً، وأهل مكة أدرى بشعابها.
هل نجحت خطة التخلّي عن جوجل ام فشلت؟
انه من المعلوم ان استخدام الانترنت اليومي قد يتطلب غالباً استخدام أحد منتجات جوجل، فأنت عندما تريد ان تبحث عن شيئاً فغالب الظن انك ستستخدم خدمة بحث جوجل، واذا أردت ان تشاهد فيديو فغالباً تشاهده في موقع يوتيوب، وغير ذلك من الخدمات الأخرى مثل البريد الالكتروني.
ان جوجل هي شرٌ لا بد منه، انها تقدم لي أفضل الخدمات وتتفوّق على خصومها تفوقاً كبيراً وملحوظاً، ومرة أخرى، ليس من المعقول أن أترك الأفضل فقط لأني أكرهه.
لا تقرأ و ترحل ،، اضف تعليقك و اترك بصمتك