الخيال لم يعد بمنأى عن الحقيقة، فالعلم يجعل الفاصل بينهما يكاد لا يُرى، قبل سنوات شاهدنا أفلام الخيال العلمي والتي عرضت لنا إنساناً آلياً يستطيع التحدث، يتألم ويُعبر عن مشاعره، يشعر بمرور الوقت ويحب أقرانه ويخدم صاحبه ويتعلم من أخطائه، ربما لم يُعد ذلك بعيداً عن واقعنا الحالي.
في أروقة جامعة ''تونتى'' الهولندية، عكف مجموعة من العلماء على صناعة نوع جديد من ''الروبوت'' الذكي، وقال الباحثون أنهم تمكنوا من صياغة طريقة تُمكنهم من ''إدخال المشاعر'' إلى ''الأسلاك والدوائر'' التي يتكون منها الإنسان الآلي الذى أطلقوا عليه أسم ''آى كوب''.
لعقود طويلة، درس علماء علم النفس البشر، عرفوا كيف يحزنون ولماذا، كيف اكتسبوا مهاراتهم السلوكية والمعرفية، طريقة تفكيرهم وتعبيرهم عن المشاعر، وعبر اخضاع تلك الدراسات لمناقشات عميقة، وجد العلماء، ومن ضمنهم ''فرانك فان ديرفيلز'' أستاذ الإدراك الفني بجامعة ''تونتى'' أن ''المشاعر ربما يُمكن إكسابها للآلات''.
''صنعنا روبوت يستطيع تطوير أدائه والتعلم من أخطائه، متكلم ومُسلى'' يقول الباحثون فى الجامعة مؤكدين أن ''آى كوب'' يمكنه المساعدة في أداء المهام ''الصعبة والتي تحتاج إلى تفكير كالتقاط كوب شاي ممتلئ عن أخره فإذا تساقطت قطرات منه يتعلم الروبوت أن يجعل مستوى المياه أقل في الكوب المُقبل''.
الذهاب أبعد من ذلك، هو الأمر الذى يخطط له الباحثون الهولنديون، ويقول ''فرانك'' أن الخطوة القادمة ستكون ''إكساء الروبوت مظهر الإنسان عن طريق تركيب جلد صناعي وباروكة شعر''، ويؤكد البروفيسور أن المظهر الجديد للروبوت ''سيكسبه تفاعلية أكثر مع البشر'' مشيراً إلى أن التطوير ''مستمر'' وسيمتد إلى نهاية المطاف قائلاً ''سنجعل الآلة كإنسان عادى، وبعد عقود من الآن لن نتمكن من التفرقة بين الأنسان والروبوت''.
المصدر : مصراوى