بطلة «العيال كبرت» تكشف أسرار أحمد زكي وسعيد صالح بعد رحيلهما
لم يبق من عائلة رمضان السكري إلا الأب والأم والابنة فقط، بعد رحيل الابن الأكبر سلطان والذي كان يقدم شخصيته الفنان سعيد صالح في مسرحية "العيال كبرت" والتي مر على تقديمها ما يقرب الــ 35 عاما، ولكنها مازالت تعيش داخل وجداننا بكل ما تحمله من ضحكات رسمت على وجوهنا سعادة لم نشعر بها مع غيرها من أعمال.
وفي السطور القادمة تحدثت "البوابة"، مع الفنانة نادية شكري والتي عرفت باسم "سوسو"، عن كواليس المسرحية، وعن كيف كان يتعامل كبار النجوم مع بعضهم، وأهم المواقف التي جمعتهم سويًا.
تقول نادية: أتذكر دائمًا موقفه معه في مصالحتي على أبي رحمة الله عليهما، حيث كان يوجد خلاف كبير بيني وبين والدي وفي أحد ليالي العرض فوجئت بوالدي ومعه أصدقاؤه يجلسون في الصف الأول من المسرح، فأثناء خروجي شاهدني سعيد وأنا أبكي فسألني ماذا حدث فقلت له أن والدي يجلس في أول صف، فقال لي ولا يهمك ودخل إلى الخشبة ونظر إلى أبي أمام الجمهور وقال له "مالك يا عم شكري مزعل بنتك ليه؟" وأخذ يضحك مع الجمهور، وبعد انتهاء المسرحية وجدت سعيد يأتي إليا متلهفًا وقام بدفعي إلى الخارج عند أبي وقال له "لا يوجد ما يستحق لزعلنا.. خد بنتك في حضنك يا عم شكري" فكان راجل "أوي" وجدع.
وأضافت نادية قائلة: فلولا موقفه هذا كان يمكن أن يطول خلافي مع والدي، فكنا جميعًا في الكواليس أشقاء حقيقيون يجمعنا الحب والمشاعر الجميلة، فعندما كنت أذهب إلى المسرح كان يغمرني احساس السعادة ويوم الإجازة أحزن وليس أنا وحدي بل كل فريق العمل، فعلاقتي بأحمد زكي بدأت منذ ايام المعهد حينها كان هو في المرحلة الرابعة وأنا في الأولى، فمن يعرفه يعرف أنه كان فنانا بمعني الكلمة وإنسانا بكل ما تحمله الجمل من معاني، فكان يطمئن على كل الموجودين وينصحنا ويطمئننا، وكان له حالات غضب احيانًا نتيجة ضغوط الحياة.
وبسؤالها عن اشتراكها في هذا العمل قالت: جاءت مشاركتي عن طريق الصدفة حيث كان من المقرر أن تقوم بدور سميحة الفنانة مشيرة إسماعيل، وقبل عرض العمل بــ 3 ايام اعتذرت لظروف سفرها بعد أن تم توزيع دعاية العمل لعرضه في مدينة بور سعيد، فرشحني الفنان محمود مرسي لتقديم الدور وعندما جاءت لم تكن الشخصية مكتوبة بشكل نهائي في نص يمكن احفظ منه، بل كان يوجد كلمة مكتوبة هنا وأخرى هناك فجمعت كل ذلك وذهبت لمذاكرة العمل، وبالرغم من تقديمي عدة أعمال قبل هذه المسرحية وبعدها إلا إني اشتهرت بهذا الدور فقط داخل وخارج مصر، وعندما حاولوا تقديم جزء ثان من المسرحية رفض الفنان أحمد زكي لأنه كان يري ما لا نراه وهو أنه لم يعد هناك جديد يقدم.
وأشارت نادية إلى أن سعيد صالح كان يفاجئهم بكثير من الافشات على المسرح ولكن دون الخروج عن آداب المهنة، أو قول ألفاظ خارجه فكان يراعي وجود سيدات بالمسرح وقالت: في إحدى ليالي العرض كان يوجد أحد الحضور يجلس بشكل غير لائق فدخلت إلى الكواليس وقلت لسعيد، وعندما خرج على الخشبة ووجده ظل يلقي "افيهات" عليه حتى اعتدل في مجلسه، فكان رحمة الله عليه من أفضل الفنانين الموجودين بمصر والذي لن يتكرر.
وأعربت نادية عن غضبها من كلمة "العيال كبرت وماتت" التي انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي وقالت: هذا افيه سخيف والموت أمر من الله، فمن العيب أن يقال ذلك فمن الطبيعي أن نكبر ونموت، فنحن لن نظل كما كنا منذ 35 عاما، فهذا أكثر ما يثير غضبي عندما اقابل أي شخص ويقول لي انت كبرتي فهذا أمر طبيعي، وليس من حق الجمهور التدخل فيه، لأن الفنان ليس ملكا للجمهور وله خصوصياته التي لا يريد أن يتدخل فيها أحد.
وعن عدم حضور عدد كبير من الفنانين إلى جنازة سعيد صالح قالت: اقول للفنانين الذين لم يحضروا عيب.. يوم ليكم والآخر عليكم وسعيد ليس فنانا صغيرا، وللأسف منعني سفري خارج القاهرة من حضور الجنازة.
وفي نهاية حديثها وجهت نادية رساله إلى كل من شاركها مسرحية "العيال كبرت"، ورحلوا قائلة: الله يرحمكم كنتم أكثر من اشقائي وما قضيته معكم من سنوات كانت افضل سنين عمري، فلم يكن يوجد منكم من يتكبر أو يصيبه الغرور، وكنتم تحبون ما تقدمونه لإسعاد الجمهور فقط لا غير، دون السعي وراء الأموال ولن يأتي في تاريخ السينما من يحل مكانكم.