بالفيديو| منظمة أمريكية تنقب أسفل "أبو الهول" للبحث عن "نهاية العالم"
تقدمت الجبهة الشعبية للدفاع عن الآثار، ببلاغ لشرطة السياحة والآثار تتهم فيه مؤسسة "إدجار كيسي" الأمريكية الصهيونية، بإحداث 8 ثقوب في تمثال أبو الهول، واستخدام معدات ثقيلة لإخراج 173 عينة منه، ما تسبب في تهديد التمثال بالانهيار.
وأكدت الجبهة، أن المؤسسة الأمريكية الصهونية، مصره على العودة إلى التنقيب هذا العام، للكشف عن السجلات التي تؤكد نهاية العالم 2038، كما تدعي، متهمة عدد من المسؤولين المصريين بمعاونتهم وتوفير التراخيص اللازمة لهم، ومساعدتهم والتستر عليهم لإثبات نظريات قائمة على خرافات ومعتقدات دينية، بلا سند علمي، بما يخالف قوانين الآثار المصرية.
وحصلت "الوطن" على مجموعة من الوثائق والمقاطع المصورة، التي تكشف عن الكارثة، والتي بدأت فصولها منذ سبعينيات القرن الماضي ولم تنته حتى الآن، حيث تقدمت المؤسسة ذات الأصول الصهيونية، بطلب جديد لوزارة الآثار للتنقيب أسفل الهرم وتمثال أبو الهول، للبحث عن ما تدعي أنه السجلات السرية لقارة "أطلنطس الضائعة".
القصة تبدأ بكتاب يدعى "القصة المذهلة لإدجار كيسي"، ويحتوي على مجموعة من الأكاذيب عن حقيقة بناة الهرم، حيث قال "كيسي"، ان أبناء نوح الذين نجوا من الطوفان، هم الذين بنوا الهرم الأكبر الذي يعتبرونه بمثابة "الجبل المقدس"، واخفوا بداخله الواحًا تحتوي على تاريخ حضارتهم الضائعة، ووضعوها
في غرفة سرية، مدعيًا وجود غرفة سرية تحتوي على سجلات قارة "أطلنطس الضائعة"، بناءً على نبوءات شخص يدعى "إدجار كيسي"، والذي لقب بـ"النبي النائم"، وكان يعمل نجارًا ومعالجًا بـ"التنويم المغناطيسي"، وادعى أن اسمه كان "رع كا"، وأنه عاش من قبل في قارة "أطلنطس"، وعاد إلى مصر القديمة، عندما دمرت القارة ومعه صندوق بداخله كل التكنولوجيا الخاصة بهذه القارة المفقودة، حيث تستطيع تلك التكنولوجيا بناء الأهرامات وتمثال "أبو الهول"، وزعم أن هذا الصندوق دفن تحت القدم اليمني للتمثال.
وأنشأ "كيسي" مؤسسة "البحث والتنوير"، لتكون مركزًا للدراسات الروحانية التي قام بها ومركزها في "نورفولك" بولاية فيرجينيا الاميركية، ويقوم عليها مجموعة من اليهود من أصحاب التوجهات الصهيونية، للعمل على تحقيق تلك النبوءات.
وفي بحث "الوطن" للتأكد مما ورد في الكتاب استطاعت، الحصول على مقاطع مصورة تكشف عن رحلات نجلي "كيسي" لمصر بصحبة المئات من أتباعه، في أربع رحلات مصورة بدأت عام 1974 ولم تنته حتى الآن، للبحث عن الغرفة الضائعة، مؤكدين أن نهاية العالم ستكون في 2038، وأن اكتشاف تلك الغرفة يجب أن يكون سابقًا لهذا التاريخ، حيث تقدمت المؤسسة بطلب جديد لمعاودة التنقيب هذا العام للكشف عن السجلات الضائعة.
اللافت أن تلك الجماعات، استطاعت بالفعل الوصول إلى منطقة الهرم خلال رحلاتها الأربع، حيث قامت بالتنقيب وأخذت عينات من "هرم خوفو"، وقاموا بعمليات حفر عميقة أسفل تمثال "أبو الهول"، ووصلت لسراديب وغرف أسفل التمثال والهرم،
واستطاعوا الوصول إلى أماكن لم يسبقهم إليها أيًا من القائمين على الآثار المصريةن حيث تم ذلك بمباركة من مسئولي الآثار وبمساعدتهم، حيث بدأ الحفر بجوار"أبوالهول"، وقاموا بالحفر أسفل القدم اليمنى للتمثال، وواصلوا الحفر حتى ووصلوا خلال التسعينيات إلى سراديب داخل التمثال وأسفله، ووصلوا بالفعل إلى ثلاثة سراديب، الأول يقع خلف لوحة الحلم مباشرة، وطوله حوالي مترين، والثاني يقع خلف رأس التمثال من أعلى وعمقه حوالي خمسة أمتار داخل جسم التمثال ذاته، والثالث يقع في الناحية الشمالية من التمثال، حيث قام اتباع "كيسي" من أجل الوصول إلى داخل جسم "أبو الهول" بتثبيت حبال بجسم التمثال للنزول من خلالها.
وبالرغم من أن محاولات أبناء "كيسي"، باءت بالفشل؛ إلا أن رحلاتهم للعبث بالهرم وأبو الهول استمرت، ففي عام 2005 عاودوا إلى الظهور من جديد، حيث استهدفوا، في تلك المرة، البحث عن الغرفة السرية داخل الهرم بصحبة رجلهم المتواجد في مصر منذ الستينيات "مارك لينر"، والذي اعترف أن مجيئه إلى مصر كان لإثبات نظرية "كيسي".
ويعد "لينر"، عضوًا في جماعة "كيسي" الروحانية، وهو الذي سجل نبوءته في كتاب اسمه "التراث المصري، بناءً على قراءات "إدجار كيسي"، حيث نشرت مؤسسة "إدجار كيسي" عشر طبعات منه حتى الآن.
ويظهر في الفيديو "مارك لينر"، بصحبة نجل "كيسي"، وهما يثقبان في جسد أبو الهول، كما يظهر مدير منطقة الأهرامات وهو يؤكد أنه غير مقتنعًا بوجود قارة أطلنطس، وبالرغم من ذلك يعاونهم في ثقب أبو الهول والحفر أسفله والدخول إلى جسد التمثال، ويؤكد أنه سيصحبهم إلى مكان لم يسبقهم إليه أي من الآثريين، وأن تلك هي المرة الأولى التي يصور فيها هذا المكان.
وفي 2008 و2009 أجرى اتباع "كيسي" مسحًا باستخدام أجهزة "الألترا سونيك"، للكشف عن أماكن الفراغات بجسد الهرم والتمثال والطريق الواصل بينهما؛ وتركيب أجهزة اتصال داخل جسد التمثال ومجسات بتابوت خوفو.
ويظهر في الفيديو عمليات تنقيب قام بها "لينر"، في منطقة الجيزة، حيث أنجز خلالها قياسات وصورًا لتمثال أبو الهول، وحاول جس الصخور لمعرفة ما إذا كانت هناك فراغات جوفية أسفل التمثال أم لا، كما أجرى فحصًا لـ"الكربون 14" على بعض أجزاء من البناء أخذها من الهرم الأكبر، وذلك في محاولة لتحديد تاريخ بنائه في محاولة لتأكيد أن بناء الهرم تم قبل 10 آلاف عام، وأن من بنى الأهرام ليسوا قدماء المصريين.
فيما، أكد نورالدين عبدالصمد، مدير المواقع الآثرية بوزارة الآثار، أن العبث بجسد أبو الهول، بهذه الطريقة يشكل خطورة عليه، خاصة وأنه مبني من الحجر الجيري، وقد أثرت تعلية المياه الجوفية والرطوبة والرياح بشكل كبير، ما يهدده بالإنهيار واستخراج 173 عينة منه، وتثبيت أجهزة داخله، فضلاً عن استخدام أجهزة لتثبيت حبال لنزول الباحثين داخل جسد التمثال يشكل خطرًا كبيرًا، قد يتسبب في إنهيار أجزاء منه.
وقال إن ما يقوم به أتباع "كيسي"، في نطاق الطقوس الدينية، مؤكدًا أن السماح لهم بالتنقيب في الآثار يخالف القانون الذي يمنع إعطاء تصاريح أو السماح للبعض بالقيام بطقوس دينية داخل الآثار المصرية.
ومن جانبه، أكد أسامة كرار، المنسق العام لجبهة الدفاع عن الآثار، تقديمه بلاغين منفصلين لشرطة السياحة والآثار وللنائب العام، للمطالبة بفتح تحقيق عاجل، ومنع اتباع "كيسي" من الدخول إلى مصر هذا العام لإثبات نظرياتهم حول الواقعة، خاصة مع ظهور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، في جميع المقاطع المصورة، وقت أن كان مديرًا لمنطقة آثار الجيزة في السبعينيات، وسماحه لجماعات تروج لخرافات بالعبث بآثار مصر، وتحطيم أجزاء من الغرف الداخلية بالهرم وأبو الهول، نظير حصوله منحة لدراسة الدكتوراه بجامعة بنسلفانيا، وفقًا لما ورد في كتاب أبناء "كيسي".
وأضاف "كرار": حينما أُعلن عن قيام بعض العلماء الألمان بأخذ عينات لا يتعدى حجمها "سنتيمتر" من خرطوش خوفو، شنت وسائل الإعلام حملات، وانتهى الأمر بحبس 6 من مفتشي آثار الهرم، قادهم حظهم العاثر لأن يكونوا متواجدين في نفس توقيت وجود العلماء الألمان، فما بالكم بمن ظل يعبث بأهم آثر نمتلكه لعشرات السنين".
وأضاف عالم المصريات الشهير "روبرت بوفال"، في آخر كتبه، أن ما حدث منذ عام 1978 بخصوص حفر جماعة "إدجار كيسي" داخل الهرم وأبو الهول، يعد من أخطر ما حدث للهرم وأبو الهول، ويجب على السلطات المصرية فتح تحقيق فوري في ذلك، لأن منظمة "كيسي" مصممة على الحفر داخل الهرم حتى عام 2038 حسب تأكيده.
وردًا على اتهامات، أكد الدكتور محمد إسماعيل، المشرف السابق على اللجان الدائمة للآثار، والتي تمنح تصاريح التنقيب للبعثات الأجنبية، أن إعطاء أتباع "كيسي" تصريحًا؛ جاء لخدمة العلم، وأن اللجنة لن تقف حائلاً دون إثبات أية نظرية علمية، حتى وإن كان لا يوجد دلائل على صحتها، مؤكدًا أن الهدف هو إثراء علم المصريات، مشيرًا إلى أن نظرية "كيسي" تبناها بعض اتباعه ممن يؤمنون بما وراء الطبيعة، وحاولوا إثبات صحتها، نافيًا أن تكون جماعة كيسي قد تقدمت بطلب مؤخرًا لمعاودة التنقيب.
فيما قال الدكتور محمد إبراهيم، وزير الآثار، أنه لن يسمح بالعبث بآثار مصر، مطالبًا بمحاسبتة عما حدث منذ توليه الوزارة في الـ8 من ديسمبر 2012 وحتى الآن، قائلا: "ما قبل ذلك يسأل عنه من سمحوا بذلك، وأنا لا أعرف شيئا عن نظرية قارة أطلنطس، و التي يحاول اتباع "كيسي" إثباتها"، مؤكدًا أن البعثات العلمية تعمل بتصاريح من اللجنة الدائمة، ولا علاقة لوزير الآثار بها.