أسطورة.. يتناقلها أهالى سوق التوفيقية عن جارهم المهندس كمال المواردى وزوجته جودى فؤاد، تصلح أن تجاور قصة «روميو وجولييت» فى كتاب العشق، فالرجل عاش محباً مخلصاً لزوجته، وأبى أن يفرق الموت بينهما، فلازم جثتها 5 أيام، عسى أن يموت بجوارها. قليلون فقط فى العمارة يعرفون اسميهما، لأنهم اعتادوا سماعهما يتناديان: «حبيبى وحبيبتى»، وقليلون أيضاً يعرفون قصتهما، منذ أن تزوجا، وظلت «جودى» على المسيحية ثم أشهرت إسلامها حين رافقت «كمال» فى عمله بالسعودية. حانت زيارة موظف المعاشات الشهرية، ظل يطرق على الباب دون مجيب، هنا ساورت الشكوك «حمدى» البواب، لكنه طلب من الموظف العودة فى يوم آخر، القلق وصل إلى «زينب» جارتهما فى الشقة المقابلة، لم تعتد رؤية زوار للحبيبين «بالنسبة لنا كانوا كتاب مقفول، وكمال كان بيغير عليها لدرجة الجنون»، هكذا قالت «زينب». «مهندس وكان يعمل فى فرقة رضا، لزم بيته منذ منتصف التسعينات، ومكانش بيخرج هو وجودى غير عشان يقبضوا المعاش وربنا ما أكرمهمش بالخلفة» هى كل المعلومات المتاحة عن كمال، بحسب «زينب» جارته طيلة 40 عاماً، تتذكر يوم أن أصيبت «جودى» بالسكر كيف تولى «كمال» خدمتها وبكى تحت قدميها. الرائحة أيقظت سيرة كمال وجودى لدى الجيران، لتأتى نصيحة البواب «لازم نبلغ الشرطة»، يطرق أمين الشرطة «السيد يوسف» الباب عدة مرات، قبل أن يقتحمه والقوة المرافقة، ليجد مشهداً لم يتخيله «جودى مُتكئة على عمود السرير الخشبى، وقدماها تلامسان الأرض، فيما يحتضنها زوجها كمال وعيونه تذرف دمعاً»، أمين الشرطة يصف حال الرجل: «كان بقاله أكتر من 5 أيام من غير أكل، وقعد يصرخ: أرجوكم ادفنونى معاها».
الآن وفى أحد المستشفيات الخاصة، يرقد «كمال» وحيداً على سريره مناجياً رفيقته «ليه يا جودى.. سبتينى لوحدى».
المصدر: الوطن